سلايدر شو

header ads

هل يجوز دعاء رب هب لي مُلْكًا

 أذنب نبي الله سليمان ذنبًا فدعا ربه مستغفرًا: هل يجوز دعاء رب هب لي مُلْكًا :

هل يجوز دعاء رب هب لي مُلْكًا


«قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ».

وسليمان عليه السلام له صفات ذكرها ربنا في كتابه، أهمها العلم، وأنه أوتي من كل شيء، واطَّلع على منطق جميع المخلوقات، مما زاد من حكمته، ووعيه وفهمه للحياة.

هذا النبي الحكيم عندما أذنب ذات يوم دعا ربه بالدعاء الذي بدأنا به حديثنا، فهل لفت نظرك يا صاحبي شيء في دعاء سليمان ربَّه؟

لقد اعتذر عن خطئه كما رأينا، غير أنه لم يوقف حياته عند زلَّته، وأكمل تضرعه بطلب يعينه على تحقيق مراده، والأشد دهشة أنه لم يختم كلامه -وهو يستغفر- بقول «إنك أنت الغفور» أو «إنك أنت الرحيم» وإنما قال «الوهاب».

ألا يدفعك هذا لطرح سؤال ما؟!

سؤال عن طبيعة هذا النبي الذي فهم الحياة فهمًا دفعه لأن يعرف ما يجب عليه فعله. وما يجب فعله ألا نوقف حياتنا عند زلَّة، أو فشل، أو ذنب، أو تقصير ما.

حقيقةً، إن النبي الحكيم وبعدما استغفر ربه، واعتذر عن خطئه، وراجع حساباته، قرر أن يوجِّه كامل طاقته إلى ما يريد فعله ويتمناه، وقوله «إنك أنت الوهاب» وليس الغفور أو الرحيم، معناه أن نبينا سليمان قد تجاوز الماضي بكلِّيته. إنه مزيج بين حُسن الظن في ربه الذي يغفر إذ دُعي، وبين إيمانه بأن إلهه قد خلقه لشيء ما يجب عليه فعله، ولا ينبغي أن يوقفه عن الوصول إليه مانع، حتى وإن كان ذنبًا أو سقطة صغيرة كانت أو كبيرة.


إنها فلسفة الفرصة الثانية التي لم يهتم أحد بتعليمنا إياها، إذ انشغلوا بحبسنا في قمقم خطايانا السابقة.

إرسال تعليق

0 تعليقات