من رحلات ابن بطوطة باختصار :
ستجد هنا رحلة من رحلات ابن بطوطة باختصار إلى فلسطين من كتاب تحفة الانظار وغرائب الامصار وعجائب الاسفار حيث هو كتاب ابن بطوطة ورحلاته :
من رحلة ابن بطوطة من تحفة الانظار في غرائب الامصار :
( .. ثم سرنا حتى وصلنا إلى مدينة غزة في فلسطين , وهي أول بلاد الشام مما يلي مصر , متسعة الأقطار , كثيرة العمارة , حسنة الأسواق , بها المساجد العديدة ولا أسوار عليها , وكان بها مسجد جامع حسن , وهو أنيق البناء محكم الصنعة , ومنبره الرخام الأبيض ) .
وقاضي غزة بدر الدين السلخي الحوراني , ومدرسها علم الدين بن سالم , وبنو سالم كبراء هذه المدينة , ومنهم شمس الدين قاضي القدس.
ثم سافرت من غزة إلى مدينة الخليل عليه الصلاة والسلام , وهي مدينة صغيرة المساحة وكبيرة المقدار ومشرقة الأنوار و, حسنة المنظر , عجيبة المخبر , في بطن واد , ومسجدها أنيق الصنعة , محكم العمل , بديع الحسن , سامي الارتفاع , مبني بالصخر المنحوت , في أحد أركانه صخرة , أحد أقطارها 37 شبراً , و يقال إن سليمان عليه السلام أمر الجن ببنائه , وفي داخل المسجد الغار المكرك المقدس , وفي هذا المسجد 3 قبور للأنبياء ( إبراهيم و إسحاق ويعقوب ) صلوات الله عليهم ومقابلها 3 قبور أزواجهم.
ثم سافرت إلى القدس , زرت في طريقي تربة يونس عليه السلام وعليها بنية كبيرة ومسجد.
زرت ثم بيت لحم , موضع ميلاد عيسى عليه السلام وبه أثر جذع النخلة , وعليه عمارة كثيرة , والنصارى يعظمونه أشد تعظيم , ويضيفون من نزل به.
ثم وصلنا إلى بيت المقدس ثالث الحرمين الشريفين في رتبة الفضل ومصعد النبي ( ص ) ومعرجه إلى السماء , والبلدة كبيرة مرتفعة بالصخر المنحوت , ولها السور العظيم , وكان الملك صلاح الدين بن أيوب لما فتح هذه المدينة هدم منها السور بعضه , ثم استكمل الملك الظاهر هدمه خوفاً من أن يقصدها الروم فيتمنعوا بها , ولم يكن بهذه المدينة نهر فيما تقدم , و جلب لها الماء في هذا العهد الأمير سيف الدين تنكيز أمير دمشق.
ذكر المسجد المقدس في كتب ابن بطوطة :
يعد من المساجد العجيبة الفائقة الحسن , يقال إنه ليس على وجه الأرض مسجد أكبر منه , وطوله من شرق إلى غرب 750 ذراعاً ( بالذراع المالكية أي 53 سم تقدر ) وعرضه من القبلة إلى الجوف 435 ذراعاً وله أبواب كثيرة في جهاته الـ 3 وأما الجهة القبلية منه فلا أعلم بها إلا باباً واحداً وهو الذي يدخل منه الأمام.
والمسجد كله فضاء وغير مسقف إلا المسجد الأقصى فهو مسقف في النهاية وهو من إحكام العمل وإتقان الصنعة , مموه بالذهب والأصبغة الرائقة ).
ذكر قبة الصخرة :
من أعجب المباني وأتقنها وأغربها شكلاً , قد توفر حظها من المحاسن وأخذت من كل بديعة بطرف , وهي قائمة على نشز في وسط المسجد , يصعد إليها في درج رخام , ولها 4 أبواب , والدائر بها مفروش بالرخام - أيضاً - محكم الصنعة , وكذلك داخلها , وفي ظاهرها وباطنها من انواع الزواقة ورائق الصنعة , ما يعجز الواصف , وأكثر ذلك مغشى بالذهب , فهي تتلألأ نوراً وتلمع لمعان البرق , يحار بصر متأملها في محاسنها , ويقصر لسان رائيها عن تمثيلها .
رحلة أبن بطوطة إلى عسقلان :
ثم سافرت إلى عسقلات وهو خراب قد عاد رسوماً طامسة وأطلالاً دارسة , وقل بلد جمع من المحاسن ما جمعته عسقلات إتقاناً وحسن وضع , وأصالة مكان , وجمعاً بين مرافق البر والبحر.
رحلة أبن بطوطة إلى الرملة :
هي فلسطين , مدينة كبيرة كثيرة الخيرات , حسنة الأسواق , وبها الجامع الأبيض , ويقال إن في قبلته 300 من الأنبياء مدفونين عليهم السلام أجمعين وفيها من كبار الفقهاء مجد الدين النابلسي.
رحلة أبن بطوطة إلى نابلس :
وهي مدينة عظيمة كثيرة الاشجار , مطردة الأنهار , من أكثر بلاد الشام زيتوناً , ومنها يحمل الزيت إلى مصر ودمشق , وبها تصنع حلواء الخروب , وتجلب من دمشق وغيرها , وكيفية عملها : أن يطبخ الخروب ويعصر ويؤخذ ما يخرج منه من الرب فتصنع منه الحلواء ويجب ذلك الرب أيضاً إلى مصر والشام , وبها البطيخ المنسوب إليها , وهو طيب , والمسجد الجامعة في نهاية من الإتقان والحسن , وفي وسطه بركة ماء عذب.
كل ماسبق من كتاب الرحالة ابن بطوطة اسمه تحفة النظار لابن بطوطة.
ستجد الكثير من المسميات حول كتب عن رحلة ابن بطوطة أو بالمختصر كتاب ابن بطوطة تحفة النظار.
الرحالة ابن بطوطة :
مواليد : 1304 - 1377.
الاسم : محمد بن عبدالله الطنجي.
اللقب : ابو عبدالله.
الصفة : ابن بطوطة.
اوصاف أخرى : رحالة , مؤرخ .
مكان الميلاد : طنجة - المغرب.
البلاد التي زارها : مغرب - مصر - الشام - الحجاز - العراق - بلاد فارس - اليمن.
اشهر كتبه : تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ( وترجم للغات عديدة أهمها الإنجليزية والفرنسية ).
مدة رحلته : 27 عاماً ومات في مراكش.
0 تعليقات